الاثنين، 19 يوليو 2010

متاهه بان

"" مهما كان الواقع مريراً تستطيع تغييره بالهروب للحلم ""
""النهايات السعيده ليس لها مكان علي سطح الارض ""
""في النهايه ...لا الخير ينتصر ..ولا حتي الشر ""

متاهه بان .. Pan's Labyrinth...El laberinto del fauno.

يبدأ الفيلم بتمهيد للأسطوره التي ستتخلل أحداثه ..""منذ زمن بعيد ...في مملكه تحت الارض ...حيث لا يوجد ألم ...ولا كذب ...عاشت أميره حلمت يوم بالولوج الي عالم البشر ..حيث حلمت بالسماء الزرقاء و الشمس الساطعه ...هربت تلك الاميره في يوم لتحيا في عالم البشر ...فقدت السمع والبصر ...ومحيت ذاكرتها تماما ...نسيت من كانت ومن أين أتت ...تكالبت عليها الأمراض ...والآلام ...حتي فاضت روحها ...علم والدها دوما أن روحها عائده إليه ...في زمن ما ....وجسد أخر ..و أنتظرها حتي أخر نفس له ...وحتي تتوقف الارض عن الدوران ""

كلنا تلك الاميره ...لقد قدمنا الي دنيانا بلا ذاكره من عالم بلا ألم او كذب ...قد تبهرنا الحياه حينا ...لكن سرعان ما تتكالب علينا صروفها ...ونوائبها ...قصه تلك الاميره متكرره ...وتتجدد في كل زمان

ثم تبدأ أحداث الفيلم الذي يسير علي خطين متوازيين بين عالم الاسطوره و عالم الواقع ...
والرابط بين العالميين هو أوفيليا /الاميره رمز البراءه والطهر

أوفيليا طفله يتيمه الاب ...تحيا مع والدتها المتزوجه من كابتن فيدال( أحد قواد الجيش الاسباني الذي ينتمي لأسره عسكريه عريقه )الذي أرسل من قبل ""فرانكو"" للقضاء علي أحدي الميليشيات الجمهوريه في شمال البلاد (وقت الحرب الاهليه الاسبانيه في الفتره ما بين منتصف الثلاثينات الي بدايه أربعينات القرن الماضي )
ولأن ""فيدال"" يري (ان الطفل يجب ان يولد حيثما يكون الاب ...!)
يستقدم الاسره المكونه من أوفيليا (التي تهوى القصص الخياليه )ووالدتها التي توشك أن تضع طفله الاول في بؤره الحرب (من حيث الزمان والمكان )...لا أعلم إن كان هذا أحد أدله أنانيه فيدال ..أم أن الطفل الذي حرص والده علي ان يُعلمه زمان وفاته بالثانيه حيث كسر ساعته لحظه وفاته ليظل الزمن ثابتا لابد وان يشب هكذا !!

أوفيليا تحاول الهروب من الواقع الي عالم الخيال ...ويمكنها ألتقاط تلك الشارات و الظواهر التي يراها الجميع أعتياديه وتحويلها الي جزء من عالمها الخيالي الجميل ....
الغابه ...بما تمثله من سحر وغموض كانت هي محرك الاحداث لأوفيليا ...
عزز من ذلك رفض أوفيليا للواقع ""والده أوفيليا تحثها دوما علي مناداة كابتن فيدال ب والدي ولكن أوفيليا ترفض""
تقابل أوفيليا ""مرسيديس"" مديره منزل الكابتن فيدال ...
أوفيليا تحب مرسيدس او ربما لايعنيها من أمر الحرب شيئا ....وهذا أرجح... لأنها تكتشف من ليلتها الاولي ان مرسيدس تساعد الجمهوريين ولكنها تتستر عليها ...
يشتد المرض بوالده أوفيليا ...تزداد رغبتها في الهروب من الواقع ...تنسج قصه علي ظلال أحدي الاساطير الخياليه التي قرأتها سابقا معتمده علي سحر الغابه ...
وهنا تقودها الجنيه ...التي هي في الاصل أحدي أنواع الحشرات الطائره الي الغابه
حيث متاهه بان التي حذرتها مرسيدس من الضياع بها ""وهذا ما أضفي علي المكان غموض يثير الخيال ""
يعرفها بان بنفسه و يعرفها علي نفسها ...يخبرها أنها تلك الاميره الخالده و دليله علي ذلك تلك العلامه التي رأتها مراراً علي كتفها ""ولأن أوفيليا أرادت أن تصدق ...فأستوعبت ذلك بسهوله "" ولكن روح الاميره ضاعت منذ زمن في عالم البشر الفانيين فكيف لهم ان يتأكدوا ان روح ألاميره لازالت محتفظه بصفاتها و معدنها اللامنتمي لهذا العالم ...
لذا حدد لها بان ثلاث مهام ستعرفهم تباعاً للتأكد من بقاء معدن الروح ...
تصل الاحداث للذروه من كافه الجهات
يشتعل فتيل مقاومه الجمهوريين ...
يشتد مرض والده أوفيليا ...
يزداد فيدال قسوه ...
تزداد أوفيليا هروبا لعالم الخيال ...
تكلف بمهمه ...فتتمها بنجح ...ولكنها ترتكب خطأ فالاخري فيعرض عنها بان معلنا رحيله ...مؤذنا بعوده جديده لعالم خالي من الخيال

يبدي الكابتن فيدال رغبته في الاحتفاظ بالطفل حتي لو كلفه ذلك التضحيه بالام ...
وهذا ما سيحدث ...

تقع مجموعه من الجمهوريين في قبضه فيدال ...يستطيع أن ينتزع أعتراف من أحدهم بوجود عميل جمهوري في منزله ..
تحوم الشكوك حول مرسيدس
يوقن من شكوكه ...
تشعر مرسيدس بأفتضاح أمرها ...تحاول الهرب ...
ترجوها أوفيليا ان تصحبها ...
ترفض أولا ...ثم توافق ...
لكن فيدال ينجح في الامساك بهما...
يحبس أوفيليا في المنزل ...
ويأخذ مرسيدس حيث مستودع المؤن ...

كيف ستحيا أوفيليا في واقعها القاسي ...تهرب من جديد الي عالم الخيال حيث يعطيها بان فرصه ثانيه للهروب ..بشرط أصطحاب أخيها الصغير معها ...

مرسيدس القويه تنجح في الافلات من قبضه فيدال بعد ان تصيبه بعده جروح متفرقه في جسده ووجه ..."في مشهد رائع حيث يحاول فيدال رتق وجهه ...حيث يختلط الالم بالجبروت "

تنجح أيضا أوفيليا من الافلات بأخيها و تركض حيث الغابه ....وتسلم الطفل الي بان .....
وهنا نصل الي النهايه ...

الي هذا المشهد كنت أظن أوفيليا ستستيقظ في أحضان والدتها لتكتشف ان كل هذا كابوس ...
لكن المخرج أبي ان يعطيني تلك النهايه السعيده التي تمنيت ..














0 Comments:

Post a Comment