الاثنين، 18 أكتوبر 2010

طفولة...

1

شاب ...طويل ...ذو سمرة محببه و عيون خضراء جميلة ...يملأ المنزل ضحك ...و يعود محملا من بلدته بأقفاص المانجو والشمام نفاذ الرائحة ...بين عشية وضحاها أصبح الشاب سمهري القوام قعيد الفراش ...تراكمت على وجهه علامات الآلم والمرض والاسي مع تراكم الماء في بطنه التي غدت منتفخه ككل جسده

2

طفلة قصيره القامة تجرها والدتها في حزم ورغم ما يبدو على الوالده من كآبه لم تخفي الطفلة فرحها و أنشراحها برؤيتها للبحر لأول مرة في حياتها و زيارتها تلك المدينة الساحرة حتى ولو كان سبب الزيارة هو تسلم جثة الوالد الشاب الذي توفي منذ ساعات قليلة في المستشفي الجامعي .....

3

سيدات متشحات بالسواد يصرخن ويبكين ثم يتحدثن عن امرأه شابه لابد وأن تتزوج ...وعن مصير الطفلة بعد زواج أمها ...ثم يعدن الي فاصل من النواح ثم الثرثرة

4

الام ووجهها محتقن بفعل الحرارة والضغط و العرق يتصبب من جسدها الممتلئ الجميل ...تخلع ملابسها بعد ولوجها من باب البيت ثم تهوى على بلاط الارض وتحتضنه باكيه ...مناديه على شخص مجهول ومتسائله ...لماذا تركتني .....

5

صبيحة العيد ...وقد توطأت والدة مع الماء الساخن في سلخ جلدي الطفلة بدعوى النظافه ...ملابس جديده و حذاء احمر لامع الذي يشبه حذاء بطلة فيلم ساحر بلاد أوز ...(السبت) المملوء بالقرص و الكعك مع بعض من فاكهه الموسم (جوافه و بلح) ....والدة تجرالطفلة الي مكان مترب مزدحم تتنافس فيه أصوات الباعه الجائلين مع نحيب الارامل والثكالى و ثرثرات بعض النساء ...يلعب الباعة على الوتر الحساس فمن يرد طلب طفل يتيم في يوم العيد ...تنفح الوالدة المقرئ/الفقي بعض القرص و حبات الجوافه ....و تولي وجهها للأفق.

6

الوالدة تخاطب شخص ما غير موجود أصلا قائله (أرأيت كيف كبرت و غدت أجمل ...لا تقلق عليها فهي في أمان معي ...) تنظر الطفلة الي نفس الجهه التي تنظر إليها الام أملا أن تعرف مع من تتحدث فلا تجد سوى مصطبه أسمنتيه تحدق الطفلة في المصطبة في أنتار أن تنشق عن هذا الشخص الذي تحدثه الام او تبدر منه أي إشارة .

7

طفلة لم تكن تعرف معني نظرات الشفقه ولكن كانت تؤلمها حتى باتت تخشى نظرات الناس فأغلقت عيونها لتتناسى سهام الشفقة المصوبة نحوها ...

8

عندما سألتها يوما عن طفولتها قالت ...

طفولتي لم تعرف طعم الحزن لأنها لم تعرف قط طعم الفرح

0 Comments:

Post a Comment